في يوم من أيام غزة اكتشفت أم أنها تحمل طفلا في شهره الأول فرحة ومسحت دموع عينيها وهان الصعب عليها لأنها ستنجب فلسطينيا
مقاوما.
وهو في شهره الأول بدأت تحضر المهد وتزين الفراش وتجهز الغرفة أما عندما يرسل الليل خيوطه هي لتنام تسهر تحكي له قصة الأيام.
كان يامكان وحتى الآن وفلسطين تقاوم الاحتلال تحكي لوليدها في بطنها ودموعها على خدها تقص قصة الحصار الذي حول غزة إلى إعصار وزاد شعبها إصرار
تروي عن أبيه الذي مات مند أيام قتلته أيدي الظلام
تحكي عن جده الذي كان فدائيا وعن أخيه قتله صهيونيا
تخبره عن الدماء الحمراء التي ملأت الأرجاء تذكره أنها بكت لكن حمدت رب العزة ولأنها تعلم أنهم أحياء عند ربهم كرماء
وهاهي الشهور تمضي والقصة لم تنتهي..كانوا أشرار لم يرحموا الكبار ولا الصغار نشروا لرعب والدمار
والضمير العربي غائب عن الأنظار
والأم تحكي وتحكي وأحيانا تبكي.
ياولدي العزيز أنت مازلت في أحشائي لكن أحس انك أعظم فدائي أحس بقلبك ينادي ويهدد الأعادي
تحب فلسطين أرض الرسل ولأنبياء... وتستمر الحكاية ...
سامحني ياصغيري لا يمكن أن اروي النهاية لأنها الغاية التي من اجلها مات الكثير من الضحايا
وادا بألم المخاض يعتصرها
دمعت عيناها ونادت ليبكي يابلادي فداكي أبي وأجدادي
جاء الملاك المنتظر وسمته بادن الله مجاهد كي يحمل السلاح ويقاتل المحتل الغاصب
وهاهما هناك في طريقهما وأحلامهما تغمرهما لقد آتى وليدها وحلم حياتها
وعمره يوم فرحت السماء وتبددت الغيوم مازالت أحلامه صافية لم يري الدماء ولا يدري ما الأشلاء
وفجأة وبدون اندار تسود السماء وتحلق مروحية الأعداء ترصدهما من الفضاء ليطلقوا الخونة الأغبياء قنبلة خضراء حولت الشارع دماء
أدركت الأم قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وهي ترى حلمها يتبخر وابنها يحتضر أن هده هي نهاية الحكاية