هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 القرآن الكريم و الخبرة التاريخية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فتاة الأحلام
Admin
فتاة الأحلام


عدد المساهمات : 570
نقاط : 19832
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 28
الموقع : L'algerie

القرآن الكريم و الخبرة التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: القرآن الكريم و الخبرة التاريخية   القرآن الكريم و الخبرة التاريخية Empty2010-08-14, 19:54

القرآن الكريم و الخبرة التاريخية 290613539

اليوم أحضرت لكم موضوع يتكلم عن القرآن الكريم و الخبرة التاريخية و ان شاء الله يعجبكم و تأخذون منه الإفادة ، أما بعد:
ما من شك في أن الخبرة التاريخية، وما تتضمنه بالضرورة من فقه حضاري، تحمل أهميتها البالغة، ليس في السياق المعرفي أو الأكاديمي الصرف فحسب، وإنما باتجاه التوظيف الدعوي للخبرة واعتمادها لتعزيز ونشر القيم والقناعات الدينية.



لقد منح القرآن الكريم الخبرة التاريخية مساحة لم يمنحها لأي سياق آخر عني به هذا الكتاب، ومضى لكي يتحدث عن النبوات والجماعات الماضية، وعن الصراع الدائم بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، وقدم شبكة خصبة من قيم نهوض الأمم والجماعات والحضارات، وعوامل تدهورها وسقوطها، وقص علينا من الوقائع والأخبار في معظم سوره، فيما لا نكاد نلحظه بهذه الكثافة في سياقات العقيدة، والعبادة، والتشريع، وآداب السلوك؛ فالتاريخ -إذا أردنا الحق- هو جماع هذه السياقات، كما أنه يعكس قدرتها على التحقق في الواقع، أي مصداقيتها، ومن ثَم فإنه ليس ثمة معلم كالتاريخ.



في ختام سورة يوسف نقرأ هذه الآية: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111]. وهي تضعنا قبالة التعامل مع التاريخ بكل ما ينطوي عليه هذا الفرع المعرفي من شروط؛ فالسرد التاريخي في المنظور القرآني يستهدف البحث عن العبرة، أي الجوهر والمغزى، وهو خطاب موجه لذوي البصيرة القادرين على سبر هذا المغزى والإفادة منه في واقع حياتهم والتخطيط لمستقبلهم، وليس لذوي المصالح والتحزبات والأهواء. وهو أيضًا حديث يحمل مصداقيته المنبثقة عن علم الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والذي وسع كل شيء علمًا. فهو إذن ليس رجمًا بالغيب، كما أنه ليس أهواءً وظنونًا كما هو الحال في الجهد التاريخي الوضعي.



فإذا مضينا لمطالعة القرآن الكريم كله، فإننا سنجده يخصص مساحات واسعة قد تزيد عن النصف للخبر المتحقق في الماضي، أي للتاريخ. إن قصص الأنبياء والشهداء والقديسين.. أخبار الأمم والشعوب والجماعات والقرى.. حلقات الصراع الطويل بين الحق والباطل.. كلها في نهاية الأمر عروض تاريخية تغذي هذا الفرع المعرفي بالمزيد من الإضاءات والمفردات.



والتعامل القرآني مع التاريخ يأخذ صيغًا تندرج بين العرض المباشر والسرد القصصي لتجارب عدد من الجماعات البشرية، وبين استخلاص يتميز بالتركيز والكثافة للسنن التاريخية التي تحكم حركة الإنسان في الزمن والمكان، أي في التاريخ. فإذا أضفنا إلى هذا وذاك تلك الآيات والمقاطع القرآنية التي يحدثنا عنها المفسرون في موضوع "أسباب النزول "والتي جاءت في أعقاب عدد مزدحم من أحداث السيرة، لكي تعلق وتفند وتلامس وتبني وتوجه وتصوغ، استطعنا أن نتبين أكثر فأكثر أبعاد المساحات التي منحها القرآن الكريم للتاريخ.



إن جانبًا كبيرًا من سور القرآن وآياته البينات ينصب على إخطار البشرية بالنذير الإلهي، وينبثق عن رؤية وتفحص التاريخ. وإن أشد نداءات المفكرين المعاصرين عمقًا وتأثيرًا تلك التي تحدثنا عما يحيط بالمسيرة البشرية في حاضرها ومستقبلها من أوضاع وما تتطلبه من شروط، وتنبثق هي الأخرى عن رؤية التاريخ. ونحن إذا نظرنا إلى التجارب الأوربية المتلاحقة في عالمي الفكر والحياة لرأيناها تتجذر في التاريخ باحثة عن الحجج والأسانيد، متطلعة إلى الصيغة الأكثر انسجامًا مع مطالب المسيرة البشرية صوب المستقبل. وليست تجارب الثورات الفرنسية والعسكريات الألمانية والإيطالية، والاشتراكيات الطوباوية والماركسية، والنظام العالمي الجديد الأكثر حداثة، ونظرية صراع الحضارات، إلا شواهد فحسب على مدى الارتباط بين الفكرة والتجربة المعاصرتين وبين الرؤية التاريخية.



ونحن نلحظ، عبر تعاملنا مع كتاب الله، كيف تتهاوى الجدران بين الماضي والحاضر والمستقبل، كيف يلتقي زمن الأرض وزمن السماء، قصة الخليقة ويوم الحساب، عند اللحظة الراهنة، حيث تصير حركة التاريخ التي يتسع لها الكون، حركة متوحدة لا ينفصل فيها زمن عن زمن، ولا مكان عن مكان، وحيث تغدو السنن والنواميس المفاتيح التي لا بد منها لفهم تدفق الحياة والوجود، وتشكل المصائر والمقدرات.



إن الاهتمام بالتاريخ ليس مهمة بحثية صرفة، كما أنه ليس فرصة يمنحها الإنسان نفسه للحصول على المتعة أو تزجية أوقات الفراغ، فضلاً عن أنه ليس مجرد محاولة للتعلق بأمجاد الماضي وإغفال تحديات الحاضر ومطالب المستقبل، أو الهروب منهما بعبارة أخرى، ولقد كانت هذه الخطيئة تمارس بالفعل زمن الصدمة الاستعمارية فكان المسلم أحيانًا يدير ظهره للمجابهة المفروضة عليه، وييمِّم وجهه صوب مجدٍ تاريخي لم يكن له أي فضل في ملئه.



ليس التاريخ هذا وذاك، إنما هو إذا أردنا التعامل الجاد مع معطياته: محاولة للبحث عن الذات، للعثور على الهوية الضائعة في هذا العالم، للتجذر في الخصائص وتعميق الملامح والخصوصيات. إنه بشكل من الأشكال، محاولة لوضع اليد على نقاط التألق والمعطيات الإنسانية والرصيد الحضاري من أجل استعادة الثقة بالذات في لحظات الصراع الحضاري الراهن التي تتطلب ثقلاً نوعيًّا للأمم والشعوب وهي تجد نفسها قبالة مدنية الغرب الغالبة.. إزاء حالة من تخلخل الضغط الذي يسحب إلى المناطق المنخفضة رياح التشريق والتغريب وأعاصيرها المدمرة.



إن ضرورات الوعي التاريخي والفقه الحضاري في اللحظات الراهنة تتطلب المزيد من الاهتمام بتصنيف ودراسة المعطيات القرآنية والنبوية بخصوص هاتين المسألتين، والسعي لتوظيفها في إعادة بناء المشروع الحضاري الإسلامي وتأصيله، من أجل أن يكون جديرًا بملء الفراغ الذي تركه ولا يزال سقوط النظم والمبادئ الوضعية عبر النصف الثاني من القرن العشرين على وجه الخصوص.

/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*//*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/
أتمنى لكم الإفادة و شكــــــــــرا...
* تقبلوا خالص تحيـــــــاتي *
بإنتظار ردودكم
رمضان مبـــــــــــــــارك
أختكم أحـــــــــــلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3itroelzohor.ahlamontada.net
foufou

foufou


عدد المساهمات : 152
نقاط : 16621
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 02/08/2010
العمر : 28
الموقع : algeria

القرآن الكريم و الخبرة التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن الكريم و الخبرة التاريخية   القرآن الكريم و الخبرة التاريخية Empty2010-08-20, 15:22

merci
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتاة الأحلام
Admin
فتاة الأحلام


عدد المساهمات : 570
نقاط : 19832
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 28
الموقع : L'algerie

القرآن الكريم و الخبرة التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن الكريم و الخبرة التاريخية   القرآن الكريم و الخبرة التاريخية Empty2010-08-20, 23:20

* derien *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3itroelzohor.ahlamontada.net
 
القرآن الكريم و الخبرة التاريخية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أثر القرآن الكريم في تهذيب النفوس
» " معلومات عامة عن القرآن الكريم "
»  جدول ختم القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك
» القرآن الكريم كاملاً.. بصوت ( الشيخ فارس عباد )
» معجزة ترتيب سور وآيات القرآن الكريم .... الأستاذ/ عبد الله جلغوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: **القرآن الكريم**-
انتقل الى: